فصل: الآية (54)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 قوله تعالى‏:‏ وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساؤكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم

أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ قالت الكهنة لفرعون‏:‏ أنه يولد في هذا العام مولود يذهب بملكك‏.‏ فجعل فرعون على كل ألف امرأة مائة رجل، وعلى كل مائة عشرة، وعلى كل عشر رجلا، فقال‏:‏ أنظروا كل امرأة حامل في المدينة، فإذا وضعت حملها ذكرا فاذبحوه، وإن أتت أنثى فخلوا عنها، وذلك قوله ‏{‏يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ‏{‏يسومونكم سوء العذاب‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إن فرعون ملكهم أربعمائة سنة، فقال له الكهنة‏:‏ سيولد العام بمصر غلام يكون هلاكك على يديه‏.‏ فبعث في أهل مصر للنساء قوابل، فإذا ولدت أمرأة غلاما أتى به فرعون فقتله ويستحي الجواري‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏بلاء من ربكم عظيم‏}‏ يقول‏:‏ نعمة‏.‏

وأخرج وكيع عن مجاهد في قوله ‏{‏وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم‏}‏ قال‏:‏ نعمة من ربكم عظيمة‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون

أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون‏}‏ قال‏:‏ أي والله لفرق بهم البحر حتى صار طريقا يبسا يمشون فيه ‏(‏فأنجاهم وأغرق آل فرعون‏)‏ عدوهم نعم من عند الله يعرفهم لكيما يشكروا ويعرفوا حقه‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال‏:‏ ‏"‏ما هذا اليوم الذي تصومون‏؟‏ قالوا‏:‏ هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصومه‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير‏.‏ إن هرقل كتب إلى معاوية وقال‏:‏ إن كان بقي فيهم شيء من النبوة فسيخبرني عما اسالهم عنه‏.‏ قال‏:‏ وكتب إليه يسأله عن المجرة، وعن القوس، وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة، قال‏:‏ فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال‏:‏ إن هذا شيء مل كنت آبه له أن أسال عنه إلى يومي هذا، من لهذا‏؟‏ قالوا‏:‏ ابن عباس‏.‏ وطوى معاوية كتاب هرقل وبعثه إلى ابن عباس، فكتب إليه‏:‏ إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة باب السماء الذي تشق منه، وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل‏.‏

وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء‏"‏‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون

أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ‏{‏وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة‏}‏ قال‏:‏ ذا القعدة وعشرا من ذي الحجة، وذلك حين خلف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون، فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليهم التوراة في اللوح، فقربه الرب نجيا وكلمه وسمع صرير القلم، وبلغنا أنه لم يحدث حدثا في الأربعين ليلة حتى هبط الطور‏.‏

أما قوله ‏{‏ثم اتخذتم‏}‏ أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ اسم عجل بني ‏'‏سرائيل الذي عبدوه يهبوب‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون

أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ‏{‏ثم عفونا عنكم من بعد ذلك‏}‏ يعني من بعد ما اتخذتم العجل‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان‏}‏ قال‏:‏ الكتاب هو الفرقان، فرق بين الحق والباطل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال‏:‏ الفرقان جماع اسم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلك خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم

أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ أمر موسى قومه عن أمر ربه أن يقتلوا أنفسهم، واحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضا، فانجلت الظلمة عنهم وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة، وكل من وبقي كانت له توبة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال‏:‏ قالوا لموسى‏:‏ ما توبتنا‏؟‏ قال‏:‏ يقتل بعضكم بعضا، فأخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه - والله لا يبالي من قتل - حتى قتل منهم سبعون ألفا، فأوحى الله إلى موسى‏:‏ مرهم فليرفعوا أيديهم وقد غفر لمن قتل، وتيب على من بقي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏إنكم ظلمتم أنفسكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ أمر القوم بشديدة من البلاء، فقاموا يتناحرون بالشفار، ويقتل بعضهم بعضا، حتى بلغ الله نقمته فيهم وعقوبته، فلما بلغ ذلك سقطت الشفار من أيديهم وأمسك عنهم القتل، فجعله الله للحي منهم توبة وللمقتول شهادة‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن الزهري قال‏:‏ لما أمرت بنو إسرائي بقتل أنفسها برزوا ومعهم موسى، فاضطربوا بالسيوف وتطاعنوا بالخناجر وموسى رافع يديه، حتى إذا أفنوا بعضهم قالوا‏:‏ يا نبي الله ادع لنا، وأخذوا بعضديه فلم يزل أمرهم على ذلك حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض، فألقوا السلاح وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم، فأوحى الله إلى موسى‏:‏ ما يحزنك‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ أما من قتل منكم فحي عندي يرزق، وأما من بقي فقد قبلت توبته‏.‏ فسر بذلك موسى وبنو إسرائيل‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏إلى بارئكم‏}‏ قال‏:‏ خالقكم‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول تبع‏:‏

شهدت على أحمد أنه* رسول من الله باري النسم

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ‏{‏إلى بارئكم‏}‏ قال‏:‏ خالقكم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال‏:‏ كان أمر موسى قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعض بالخناجر، ففعلوا فتاب الله عليهم‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏حتى نرى الله جهرة‏}‏ قال‏:‏ علانية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ‏{‏وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة‏}‏ قال‏:‏ هم السبعون الذي اختارهم موسى ‏{‏فأخذتكم الصاعقة‏}‏ قال‏:‏ ماتوا ‏{‏ثم بعثناكم من بعد موتكم‏}‏ فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال‏:‏ عوقب القوم فأماتهم الله عقوبة، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم ليتوفوها‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏فأخذتكم الصاعقة‏}‏ قال‏:‏ العذاب، وأصله الموت‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت ربيعة وهو يقول‏:‏

وقد كنت أخشى عليك الحتوف * وقد كنت آمنك الصاعقة

 قوله تعالى‏:‏ وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏وظللنا عليكم الغمام‏}‏ قال‏:‏ غمام أبرد من هذا وأطيب، وهو الذي يأتي فيه يوم القيامة، وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر، وكان معهم في التيه‏.‏

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وظللنا عليكم الغمام‏}‏ قال‏:‏ ليس بالسحاب، هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ولم يكن إلا لهم‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ‏{‏وظللنا عليكم الغمام‏}‏ قال‏:‏ هو السحاب الأبيض الذي لا ماء فيه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز في قوله ‏{‏وظللنا عليكم الغمام‏}‏ قال‏:‏ ظلل عليهم في التيه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتاد في قوله ‏{‏وظللنا عليكم الغمام‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ كان هذا في البرية، ظلل عليهم الغمام من الشمس، وأطعمهم المن والسلوى حين برزوا إلى البرية، فكان المن يسقط عليهم في محلتهم سقوط الثلج، أشد بياضا من الثلج، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فيأخذ الرجل قدر ما يكفيه يومه ذلك فإن تعدى فسد وما يبقى عنده، حتى إذا كان يوم سادسه جمعة أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه فيبقي عنده، لأن إذا كان يوم عيد لا يشخص فيه لأمر معيشة ولا لطلب شيء، وهذا كله في البرية‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال ‏{‏المن‏}‏ شيء أنزله الله عليهم مثل الطل شبه الرب الغليظ ‏{‏والسلوى‏}‏ طير أكبر من العصفور‏.‏

وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ ‏{‏المن‏}‏ صمغة ‏{‏السلوى‏}‏ طائر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ قالوا يا موسى كيف لنا بماء ههنا، أين الطعام‏؟‏ فأنزل الله عليهم المن، فكان يسقط على شجرة الترنجبين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه‏.‏ أنه سئل ما المن‏؟‏ قال‏:‏ خبز الرقاق مثل الذرة، أو مثل النقي‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال ‏{‏المن‏}‏ شراب كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثم يشربونه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ كان المن ينزل عليهم بالليل على الأشجار، فيغذون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا ‏{‏والسلوى‏}‏ طائر شبيه بالسماني كانوا يأكلون منه ما شاؤوا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ ‏{‏المن‏}‏ الذي يسقط من السماء على الشجر فتأكله الناس ‏{‏والسلوى‏}‏ هو السماني‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبي حاتم عن سعيد بن زيد قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج النسائي من حديث جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وابن عباس‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة ‏{‏السلوى‏}‏ طائر يشبه السماني‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك أنه كان يقول‏:‏ السماني هي السلوى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال‏:‏ كانت السلوى طيرا إلى الحمرة تحشرها عليهم الريح الجنوب، فكان الرجل منهم يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك، فإذا تعدى فسد ولم يبق عنده، حتى إذا كان يوم سادسه يوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه‏.‏

وأخرج سفيان بن عينية وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال‏:‏ سألت بنو إسرائيل موسى اللحم فقال الله‏:‏ لأطعمنهم من أقل لحم يعلم في الأرض‏.‏ فأرسل عليهم ريحا فاذرت عند مساكنهم السلوى - وهو السماني - ميلا في ميل قيد رمح في السماء، فجنوا للغد فنتن اللحم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه أنه سئل عن السلوى فقال‏:‏ طير سمين مثل الحمام، وكان يأيتهم فيأخذون منه سبت إلى سبت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏وما ظلمونا‏}‏ قال‏:‏ نحن أعز من أن نظلم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولكن كانوا أنفسهم يظلمون‏}‏ قال‏:‏ يضرون

 قوله تعالى‏:‏ وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ادخلوا هذه القرية‏}‏ قال‏:‏ بيت المقدس‏.‏

وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ‏{‏وادخلوا الباب‏}‏ قال‏:‏ باب ضيق ‏{‏سجدا‏}‏ قال‏:‏ ركعا ‏{‏وقولوا حطة‏}‏ قال‏:‏ مغفرة قال‏:‏ فدخلوا من قبل استاههم وقالوا‏:‏ حنطة استهزاء قال‏:‏ فذلك قوله عز وجل ‏(‏فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 59‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏وادخلوا الباب سجدا‏}‏ قال‏:‏ هو أحد أبواب بيت المقدس وهو يدعى باب حطة‏.‏

وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال‏:‏ قيل لهم ‏{‏ادخلوا الباب سجدا‏}‏ فدخلوا مقنعي رؤوسهم ‏{‏وقولوا حطة‏}‏ فقالوا‏:‏ حنطة حبة حمراء فيها شعيرة، فذلك قوله ‏{‏فبدل الذين ظلموا‏}‏ ‏(‏البقرة الآية 59‏)‏

وأخرج ابن جرير والطبراني وأبو الشيخ والحاكم عن ابن مسعود أنهم قالوا‏:‏ هطى سمقاثا أزبة مزبا‏.‏ فهي بالعربية حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعيرة سوداء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏وقولوا حطة‏}‏ أي احطط عنا خطايانا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏وادخلوا الباب سجدا‏}‏ قال‏:‏ طأطئوا رؤوسكم ‏{‏وقولوا حطة‏}‏ قال‏:‏ قولوا لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ‏{‏وقولوا حطة‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ كان الباب قبل القبلة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ باب حطة من أبواب بيت المقدس، أمر موسى قومه أن يدخلوا ويقولوا حطة، وطؤطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم، فلما سجدوا قالوا حنطة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏وادخلوا الباب سجدا‏}‏ قال‏:‏ كنا نتحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس ‏{‏وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين‏}‏ قال‏:‏ من كان خاطئا غفرت له خطيئته، ومن كان محسنا زاده الله إحسانا ‏(‏فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 59‏)‏ قال‏:‏ بين لهم أمرا علموه فخالفوه إلى غيره جرأة على الله وعتوا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏وسنزيد المحسنين‏}‏ قال‏:‏ من كان قبلكم محسنا زيد في إحسانه ومن كان مخطئا نغفر له خطيئته‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة، فبدلوا فدخلوا يزحفون على استاههم، وقالوا حبة في شعرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وأبي هريرة قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على استاههم، وهم يقولون‏:‏ حنطة في شعيرة‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏قال الله لبني إسرائيل ‏{‏ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم‏}‏ ‏"‏‏.‏

واخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال‏:‏ ‏"‏سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل اجتزنا في برية يقال لها ذات الحنظل، فقال‏:‏ ما مثل هذه الثنية الليلة إلا كمثل الباب الذي قال الله لبني إسرائيل ‏{‏ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل‏.‏

 قوله تعالى‏:‏ فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن مالك وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت قالوا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن هذا الطاعون رجز وبقية عذاب عذب به أناس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أن بأرض فلا تدخلوها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية قال‏:‏ الرجز الغضب‏.‏

قوله تعالى‏:‏ وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا يا موسى اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشاربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{وإذ استسقى موسى لقومه‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ذلك في التيه، ضرب لهم موسى الحجر فصار فيه اثنتا عشرة عينا من ماء، لكل سبط منهم عين يشربون منها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏وإذ استسقى موسى لقومه‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ كان هذا في البرية حيث خشوا الظمأ استسقى موسى فأمر بحجر أن يضربه، وكان حجرا طورانيا من الطور يحملونه معهم، حتى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه ‏{‏فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشاربهم‏}‏ قال‏:‏ لكل سبط مهم عين معلومة يستفيد ماءها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال‏:‏ انفجر لهم الحجر بضربة موسى اثنتي عشرة عينا، كل ذلك كان في تيههم حين تاهوا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن جوبير أنه سئل في قوله ‏{‏قد علم كل أناس مشاربهم‏}‏ قال‏:‏ كان موسى يضع الحجر ويقوم من كل سبط رجل، ويضرب موسى الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينا، فينتضح من كل عين على رجل، فيدعو ذلك الرجل سبطه إلى تلك العين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولا تعثوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ لا تسعوا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ‏{‏ولا تعثوا في الأرض مفسدين‏}‏ قال‏:‏ لا تسعوا في الأرض فسادا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ‏{‏ولا تعثوا‏}‏ قال‏:‏ يعني ولا تمشوا بالمعاصي‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ولا تعثوا في الأرض مفسدين‏}‏ قال‏:‏ لا تسيروا في الأرض مفسدين‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال‏:‏ استسقى موسى لقومه فقال‏:‏ اشربوا يا حمير‏:‏ فقال الله تعالى له‏:‏ لا تسم عبادي حميرا‏.‏